اعترفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية بتعرّضها للتضليل من قِبل رجل ادّعى أنّه مدني معتقل في أحد سجون النظام السوري، ليتبيّن لاحقاً أنّه ضابط سابق في المخابرات الجوية السورية.
وكانت الشبكة قد نشرت الأسبوع الماضي تقريراً مصوراً أظهر مُراسلتها للشؤون الدولية “كلاريسا وارد” وهي تكتشف رجلاً محبوساً في زنزانة منفردة بأحد سجون دمشق.
وعرّف الرجل نفسه في التقرير باسم “عادل غربال”، مدعياً أنّه مدني اعتُقل من منزله قبل 3 أشهر.
غير أنّ تحقيقات لاحقة كشفت أنّ اسمه الحقيقي هو “سلامة محمد سلامة”، وأنّه كان يشغل رتبة مساعد أول في فرع المخابرات الجوية.
وأكّدت “سي إن إن” هويته من خلال صورة حصلت عليها تظهره في مكتبه بالزي العسكري، وتم التحقق منها باستخدام برنامج للتعرّف على الوجوه بنسبة تطابق تجاوزت 99%.
ووفقاً لشهادات نقلها موقع “تحقق ـ سي”، السوري الذي كان أول من كشف هوية “سلامة” الحقيقية، أفاد سكان بحي البياضة في حمص، بأنّه معروف محلياً باسم “أبو حمزة”، وكان مسؤولاً عن عدة حواجز أمنية في المدينة، واتهمه الأهالي بممارسة الابتزاز والمضايقات وفرض الإتاوات على المدنيين.
وكشف “تحقق-سي”، أنّ سبب سجنه يعود لخلاف مع ضابط أعلى رتبة حول تقاسم الأموال المبتزة من المدنيين، وأنّ مدة سجنه لم تتجاوز الشهر.
وذكر المصدر ذاته، أنّ “سلامة”، شارك في عمليات عسكرية على عدة جبهات في المدينة عام 2014، وقَتَلَ من المدنيين، كذلك فهو مسؤول عن تعذيب واعتقال الكثير من شباب المدينة، بدون تهم، وبتهمٍ باطلة في حال رفضوا دفع الأموال أو العمل لصالحه، أو لمجرد أنّه لم يرتاح لوجوه البعض، وفق شهادات أهالي الشهداء وناجين من المُعتقل قالت المنصة إنّها تواصلت معهم.
وبحسب المنصة، فإنّ “سلامة” يعمل منذ وصوله إلى حمص بعد سقوط النظام، وفق شهادات أهالي الحي، على استجداء عطفهم واقناعهم أنّه كان مُجبراً على كل ما قام به من قتل وترويع وبلطجة، كذلك علم فريق منصة “تأكد” أنّ أبو حمزة عطّل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيّر رقم هاتفه المحمول، في محاولة منه لإخفاء أيّ وثائق تدل على حمله السلاح والتورُّط بجرائم حرب.
وأوضح متحدث باسم “سي إن إن”، أنّ فريق الشبكة كان يبحث في السجن عن أي أثر للصحفي الأمريكي المفقود “أوستن تايس”، مؤكداً أنّ قرار إطلاق سراح سلامة كان من الحارس المرافق وليس من طاقم الشبكة.
وبعد إطلاق سراحه، سُلِّم سلامة إلى الهلال الأحمر السوري، الذي أعلن لاحقاً عبر منصة “إكس” أنّه أعاد “سجيناً محرراً” إلى أقاربه في دمشق، فيما لا يزال مكان تواجده الحالي مجهولاً.
يُذكر أنّ التقرير أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شكّك البعض في مصداقية اللقاء، مشيرين إلى تناقضات في رواية الرجل وحالته الجسدية التي لم تكن تعكس ظروف الاعتقال التي ادعاها.