بالتزامن مع الأحداث الأخيرة في سوريا، من الطبيعي أن يلجأ الصحفيون لإجراء المقابلات مع أشخاص ناجين من الصدمات.
في الحالة السورية، لا يُعتبر هذا النوع من المقابلات جديداً لكون البلاد تعاني من حربٍ شرسة عمرها نحو 13 عاماً، وكما كانت هناك جهود استثنائية لتغطيتها ونقل معاناة الناس، ارتُكبت أخطاءٌ مهنيةٌ جسيمةٌ لا يمكن إحصاؤها.
ستُقدّم #مجلة_دارينا بعض النصائح المهنية والأخلاقية خلال إجراء مقابلات مع الناجين من الصدمات:
●الجميع يستحق صوتاً على وسائل الإعلام.
يعني عدم تركيز على حالات محدّدة في حين لم تحظَ حالات أخرى بذات القدر من الاهتمام.
●التحضير اللوجستي للمقابلة.
تشمل التحضيرات اللوجيستية، -اختيار المكان والزمان المناسبان للمقابلة مسبقاً.
-تحضير الضيف عاطفياً، ليكون جاهزاً للحديث بأريحية عن أهوال شاهدها أو خسائر فادحة تعرّض لها.
ولعل الطريقة الأضمن تكمن في محاولة كسر الجليد، عبر إبعاد الصحفي معدّات التسجيل والتصوير عنه، وفتح نقاش ودّي يكسر الجليد مع المصدر ويجعله يشعر بالراحة ليباشر حديثه، وفي نفس الوقت يجعل الصحفي أكثر قدرة على تحديد الحالة النفسية والمعنوية للمصدر ما يسهّل عليه تسيير المقابلة.
●تسليم الإيقاع للضيف.
في حالة مقابلة من نجوا من ذكريات أليمة، تنصح التجارب بتسليمهم إيقاع المقابلة كاملاً إلى المصدر، وجعله يتحدّث بالطريقة التي يراها مريحة له. هذه الطريقة تمنح راحة أكبر للمصدر ونتائج أكثر أهمية من حيث المعلومات والمشاعر والخبرة الشخصية بعد الحوادث الأليمة.
●الابتعاد عن المبالغة العاطفية.
حيث أنّ التركيز على استحضار الذكريات المؤلمة أو استحضار أقارب المصدر الذين قُتلوا أو فقدوا ليس له قيمة إخبارية أو حتّى إنسانية لتزيد تعاطف الرأي العام مع هؤلاء الناجين، لأنّ الأحداث التي مرّوا بها بحد ذاتها كافية لإثارة هذا التعاطف.
●تدقيق المعلومات وترتيب الأحداث.
تدقيق الحقائق والمعلومات ومقارنتها مع شهادات أخرى، إضافةً إلى إجراء بحوث كافية من المصادر المتنوّعة للتحقّق من أن كل ما ورد في المقابلة صحيح.